رعى العلامة السيد علي فضل الله افتتاح مركز التآخي الطبي في الغازية –مركز الحاج محمد سميح غدار– أقسام جديدة في حضور عدد من الفاعليات الدينية والبلدية والثقافية والاجتماعية والتربوية والصحية... استهل الحفل بآيات من القرآن الكريم ثم النشيد الوطني اللبناني، تلاه كلمة لمدير مراكز التآخي الطبية في لبنان الحاج حسين حسون، ثم القى العلامة فضل الله كلمة هنأ في بدايتها الحضور بعيد الغدير المبارك متحدثا عن دور الإمام علي(ع) في ارساء القيم الإيمانية والإنسانية والأخلاقية وقواعد العلم والانفتاح وسعيه الدائم لتطبيق مفهوم العدالة في الحكم وعمله الدؤوب على الوحدة بين المسلمين.. وأضاف سماحته: نلتقي مجددا لنتابع معا هذه المسيرة الإنسانية التي بدأناها سويا عندما وضعنا حجر الأساس لهذا المركز، وتعهدنا جميعا ان نحمل مسؤولية خدمة الناس وتقديم الأفضل لهم لكي نخفف من الامهم وأوجاعهم ولاسيما في هذه الأيام الصعبة حتى يشعروا في أوقات الشدة أن هناك من يقف إلى جانبهم في محنتهم.. وتابع سماحته: خيارنا الدائم والثابت اننا سنكون في أي موقع تدعونا إليه الحاجة سواء كان فيه فقير أو مسن أو معوق أو محتاج، معتبرا أن اجتماعنا هنا لهو تأكيد على قيمة العطاء في خدمة المجتمع من اجل رفع كاهل الحرمان عنه وعن إنسانه والنهوض به نحو الأفضل، فمن الغازية هذه البلدة الطيبة غرسنا هذه الغرسة الطيبة بتشييد هذا المركز ومنه أزهرت مراكز جديدة تفوح عطاءاتها في كل لبنان ولأبنائه جميعاً بعيدا من أي اعتبارات ... ولفت سماحته: إلى أن قيمة هذه المراكز انها قامت بتمويل من الناس الخيريين الطيبين الذين أرادوا خدمة مجتمعهم إضافة إلى تعاونها مع كل الجهود والطاقات والإمكانات التي اثمرت هذا النتاج وهذا التفوق في عملها وجعلها من المراكز المتقدمة في تقديم اجود أنواع الخدمات الصحية وبأقل الأسعار، مؤكدا اننا لسنا من الذين يتعصبون لمؤسساتهم فأيدينا ممدودة لكل مؤسسات الخير لأننا نعتبرها جسم واحد وجميعها كيان ومؤسسة واحدة، ما دامت تعمل لخدمة هذا الإنسان والرفع من قدراته وإمكاناته وتقديم له الخدمة الصحية الأفضل. وأضاف سماحته: ان المرحلة صعبة ومعقدة وهي تفرض علينا ان نكون متواجدين في ساحة العمل من اجل الوقوف إلى جانب مجتمعنا، فنحن عندما قررنا افتتاح اقسام جديدة وتطوير القديمة كنا نرى أن أهم وظيفة للمال في هذه المرحلة القاسية أن يوجه للتخفيف من آلام الناس والوقوف إلى جانبهم ... وقال سماحته: انه من الواضح اننا محكومون في هذا البلد بأن نقلع أشواكنا بأيدينا بدلاً من أن نعيش حالة من اليأس والاحباط ولكننا سوف نعمل دائماً ونسعى لبناء دولة قوية قادرة على القيام بدورها في خدمة هذه الطبقات والمناطق الفقيرة التي دفعت فاتورة سوء إدارة هذه الطبقة السياسية لشؤون هذا الوطن وتفريطها بأمواله وثرواته حتى أصبحنا نستجدي المساعدة من هنا وهناك وختم سماحته متسائلا: متى ستفكر هذه الطبقة السياسية بعقلية جديدة وبطريقة جديدة في إدارة شؤون هذا البلد، والاهتمام بإنسانه. إننا نخشى ان نكون دخلنا في أزمات طويلة في انتظار اتفاق إقليمي هنا أو دولي هناك، لذلك ندعو إلى تضافر الجهود وتعاوننا جميعا لسد كل الثغرات وتأمين الحاجات، فكما استطاع المقاومون أن ينتجوا لنا عزة وكرامة نستطيع ان نقف إلى جانب شعبنا لتعزيز صموده وثباته حتى نتجاوز هذه المرحلة وهذا الحصار الخانق.