اقتحم عشرات المستوطنين الصهاينة، اليوم الأحد، باحات المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال، في إطار المساعي التهويدية التي تدعمها حكومة بنيامين نتنياهو بهدف السيطرة على المدينة المقدسة كاملةً. وأفادت شهود عيان، بأن 68 مستوطنا اقتحموا باحة الأقصى ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، إلى أن غادروه من باب السلسلة. وتأتي هذه الاقتحامات بدعوات من جماعات متطرف، التي تضع كل ثقلها لفرض الاقتحامات بشكل أوسع والمضي في خطة تقسيم الأقصى زمانيا ومكانيا. وتواصل قوات الاحتلال تعزيزاتها العسكرية المشددة في المسجد الأقصى والبلدة القديمة لتأمين اقتحامات المستوطنين للمسجد. وتفرض قوات الاحتلال إجراءات أمنية مشددة على المقدسيين وأهالي الداخل، فيما تنتشر قوات الاحتلال في ساحات المسجد الأقصى، وفي طرقاته خاصة على طول مسار الاقتحامات. وتأتي الاقتحامات في ظل قرار الجمعيات الاستيطانية المتطرفة إعادة إقامة “مسيرة الأعلام” في البلدة القديمة في القدس المحتلة يوم الخميس القادم، التي جرى وقفها في ذكرى احتلال شرق القدس المحتلة الشهر الماضي بعد إطلاق المقاومة للصواريخ نحو القدس. ودعا مقدسيون ونشطاء ورجال دين، إلى شدّ الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك والتواجد في شوارع المدينة والبلدة القديمة ومحيطها، لمواجهة “مسيرة الأعلام” التي ينوي المستوطنون تنظيمها الخميس المقبل 10 حزيران 2021. وطالبت الدعوات، التجار المقدسيين، بعدم إغلاق محالهم التجارية بالتزامن مع “مسيرة الأعلام” الإسرائيلية، وكذلك تشكيل لجان شبابية لحماية هذه المحال من أي اعتداء قد يقوم به المستوطنون. وتتواصل الدعوات المقدسية للاحتشاد والزحف والرباط في المسجد الأقصى في كافة الأوقات وطيلة أيام الأسبوع، لحمايته من مخططات الاحتلال وصد اقتحامات المتطرفين، وإفشال المخططات الاستيطانية والتهويدية. وحذرت حركة حماس، من مغبة “الحماقة الجديدة التي ينوي الاحتلال تنفيذها في القدس، وذلك بالسماح من جديد لما تُسمى مسيرة الأعلام بالمرور عبر باب العامود”. ودعت، المقدسيين، وفلسطينيي الداخل 48 إلى أن “يهبّوا نحو المسجد الأقصى، والمرابطة فيه وحوله لحمايته من خبث الصهاينة ومخططاتهم”. ولفتت صحيفة “يديعوت احرنوت”، إلى أن الإدارة الأمريكية، بعثت برسائل إلى الاحتلال، لحثها على الامتناع عن أي ممارسات قد تشعل الأوضاع في القدس المحتلة، فضلا عن إفساح المجال للوساطات من أجل إبرام هدنة طويلة الأجل، وهو ما طلبته واشنطن من وزير حرب كيان الاحتلال بني غانتس خلال زيارته لها قبل أيام، وأكدت على منع التصعيد في القدس. وكان اقتحام المسجد الأقصى، ومسيرة المتطرفين بذكرى احتلال القدس عام 1967، والتي كان من المفترض تنفيذها يوم الثامن والعشرين من رمضان، عبر الحي الإسلامي بالبلدة القديمة حتى اقتحام الأقصى بأعداد كبيرة، السبب وراء رد المقاومة الفلسطينية في غزة، على الاعتداءات.