عبّر باحثون ألمان عن مخاوفهم من تزايد أعراض الاكتئاب والاضطرابات النفسية الجسدية لدى الأطفال في ظل أزمة كورونا. وكشفت نتائج دراسة حديثة أنه قبل أزمة كورونا كان اثنان فقط من أصل كل عشرة أطفال معرضين لخطر الإصابة بأمراض نفسية. وبسبب كورونا وصل العدد الى ثلاثة من أصل كل عشرة أطفال، نقلا عن الموقع الاخباري الألماني “شتوتغرتر ناخغيشتن”.
كما خلصت الدراسة التي أنجزها المركز الطبي الجامعي الألماني بمدينة هامبورغ، إلى أن الأطفال من عائلات فقيرة ومن أصول مهاجرة هي الأكثر تأثرا أثناء الجائحة.
وأجريت هذه الدراسة التي تعد الأولى من نوعها في ألمانيا في الفترة ما بين منتصف ديسمبر/ كانون الأول 2020 إلى منتصف شهر يناير / كانون الثاني من العام الحالي. واستعان فيها الباحثون بأكثر من 1000 طفل وشاب وأكثر من 1600 من الآباء، وذلك من خلال استطلاع للرأي واستبيان عبر الإنترنت.
ومن أجل معرفة التغيرات التي حدثت خلال فترة كورونا قارن الباحثون نتائج الدراسة الجديدة بنتائج دراسات سابقة تمّ إنجازها قبل أزمة كورونا. ورغم أن الدراسة أنجزت في ألمانيا إلا أن الخبراء في مختلف دول العالم سجلوا بدورهم وجود تأثيرات على نفسية الأطفال خلال هذه الأزمة.
ومقارنة بالدراسات السابقة تبيّن أن 85 بالمائة من الأطفال الذين شملهم الاستطلاع يشعرون بالتوتر والضغط خلال أزمة كورونا. وفي شهر يونيو/ حزيران من العام الماضي كانت النسبة 71 بالمئة فقط، حسب موقع الصحيفة
الألمانية “زود دويتشه تسايتونغ”. ويرى سبعة من كل عشرة أطفال أن جودة ونوعية حياتهم قد تراجعت. وقبل الجائحة كان العدد ثلاثة من كل عشرة. ووفقًا للباحثين المشرفين على الدراسة فقد ازدادت المخاوف والقلق بشكل كبير مرة أخرى وسط الأطفال.
وتابع الباحثون أن أحد المشكلات التي يعاني منها الأطفال تتمثل في أن النظام الغذائي الذي أصبح أقل صحة وزاد استهلاك الحلويات، كما أن الكثير من الأطفال توقفوا عن ممارسة الرياضة.
في المقابل ازدادت نسبة استخدام الانترنت بسبب دروس التعلم عن بعد، أو بسبب استخدام الألعاب الإليكترونية، وفق الموقع الاخباري الألماني “شتوتغرتر ناخغيشتن”.
وينصح الخبراء بالحرص على قيام الأطفال بتمارين رياضية في البيت أو في الهواء الطلق وتفادي عزلتهم الاجتماعية عن الأصدقاء. وفي حال ازدادت نسبة الاضطراب النفسية أو الجسدية ينصح بالتواصل فورا مع خبراء نفسانيين وتربويين قبل تفاقم الوضع.