وجد باحثون سويديون، عبر دراسة أجروها على أكثر من 20 مليون طفل، أنّ أطفال الولادات القيصرية هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بالتوحد واضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة.
واكتشف الباحثون في نفس السياق أنّ هؤلاء الأطفال تتزايد لديهم مخاطر الإصابة بمرض التوحّد بنسبة 33 في المئة، وباضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة بنسبة 17 في المئة. لكنّ الباحثين ما يزالوا مختلفين بشأن ما إذا كان للولادة تأثير مباشر بالفعل على هذه الاضطرابات، أو ما إذا كان هذان الاضطرابان ينتجان عن أمور أخرى أكثر عمقاً من ذلك.
وقال الباحثون في ورقتهم البحثية إنّ عدم التعرض للبكتيريا في القناة المهبلية أو التعرض لاستجابة الإجهاد الطبيعي أثناء الولادة الطبيعية، هما أمران قد يؤثران على نمو الدماغ. ومع هذا، أوضح خبراء لم يشاركوا في الدراسة أنّ الحاجة ربما تتزايد للولادات القيصرية بسبب بعض العوامل الكامنة التي يمكن أن تكون نفسها مرتبطة بمرض التوحّد. وتابع هؤلاء الخبراء بتأكيدهم على وجود «أدلة جيدة» تُبَيِّن أن الولادات القيصرية لا تُسَبّب التوحد بشكل مباشر، وأنه لا يتعين على الأبوين أن يقلقا أو يخافا من تلك الولادات.
ومن الجدير ذكره أنّ تلك الولادات القيصرية زاد عددها بمقدار 3 أضعاف حول العالم خلال آخر 30 عاماً، وذلك بعد أن كانت نسبتها تبلغ 6 في المئة فقط في تسعينات القرن الماضي. وكانت دراسات سابقة قد وجدت بالفعل أنّ أطفال الولادات القيصرية يكونون أكثر عرضة للإصابة بالسمنة، الحساسية، الربو، النوع الأول من مرض السكري أو سرطان الدم. وعاوَد الباحثون السويديون، الذين أجروا دراستهم في معهد كارولينسكا، ليشيروا إلى أنّ الأدلة التي تربط بين الولادات القيصرية والاضطرابات النفسية هي أدلة «غير مكتملة».