بسم الله الرحمن الرحيم
المكتب الإعلامي لسماحة العلامة التاريخ: 6 محرم 1441هـ
السيد علي فضل الله الموافق: 5 أيلول 2019 م
في مجلس عاشورائيّ في منطقة النبعة
فضل الله: عاشوراء تدعونا إلى التحرّر من عصبيّاتنا والوقوف بوجه أيِّ ظالم
ألقى العلامة السيد علي فضل الله كلمة في المجلس العاشورائيّ في حسينيّة أسرة التآخي في منطقة النبعة، جاء فيها: "في كلِّ سنة تتجدَّد ذكرى عاشوراء، ونحن لا نريد لها أن تتحوَّل إلى مناسبات نقيمها ونحييها من دون أن تغيّر في أفكارنا ونفوسنا لتملأها بالحق والخير، أو تنعكس في سلوكنا ومواقفنا عدلاً واستقامةً في الحياة".
وقال: "إننا نتحدَّث عن شخصيات عظيمة ضحَّت بكلِّ شيء من أجل الدّين ونهضة هذه الأمة، فكانوا القدوة التي لا بدّ من أن نتمسَّك بالمبادئ التي حملوها، والأهداف الإنسانيَّة التي سعوا إلى تحقيقها، وإن حفظناها أبقينا هذا الدين نقياً وصافياً، وجعلنا هذه الأمة تعيش بعزة وكرامة".
وأضاف سماحته: "هذه المبادئ والأهداف هي وصيَّة الحسين وأهل بيته.. فهل نكون على قدر المسؤوليّة في الحفاظ عليها والالتزام بها؟".
وتابع: "في عاشوراء تصارع خطّان؛ خطّ الحقّ والخير ومصلحة الأمَّة والمبادئ، وخطّ الباطل والمصالح الخاصَّة وحبّ الشهوات. ونحن في كلِّ محطة مسؤولون أن نحدّد مع أيِّ خطٍّ نقف في هذا الصراع؛ هل نحن مع خطّ الحقّ أم خطّ الباطل!".
وأشار سماحته إلى أنَّ الإمام الحسين (ع) جاء ليرفع من شأن هذه الأمَّة ويحفظها ويخفّف من كلّ معاناتها، فهذا هو منطق الرساليين الَّذين يقدمون أنفسهم من أجل الآخرين، لافتاً إلى أنّ إحياء عاشوراء لا يكون بذرف الدموع في المجالس فحسب، بل أن تمتلئ قلوبنا بحرارة القيم التي ضحّى من أجلها الحسين (ع)، لتتجسَّد في حياتنا مواقف تملأ حياة الناس كلّهم بالحبّ والإيثار والحريَّة والكرامة والعزة".
وقال: "إنّ الحسين (ع) الذي نحبّه، والذي نقتدي به كإمام، يريدنا أن نقف مع الحقّ، حتى لو كان على حسابنا وحساب أبنائنا وعشيرتنا، ويريد منا أن لا ننغلق على عصبياتنا، بل أن ننفتح كما انفتح هو على كلّ الناس، لنكون دعاة وحدة، سواء في الساحة الإسلامية أو في الساحة الوطنية".
وأضاف سماحته: "الحسين (ع) يريد أن نكون الأمة القويّة التي تدافع عن وجودها، وتقف في وجه كلّ محتلّ وظالم، من خلال امتلاكها سلاح الوعي والعلم، وأن تمدّ يدها لمساعدة كل مظلوم، بعيداً عن هُويته وانتمائه، لا كما تفعل الدّول الكبرى التي تستخدم قوتها للتسلّط على الشّعوب ونهب ثرواتها واحتلال بلدانها".
وختم قائلاً: "نريد لهذا البلد أن يكون عزيزاً حراً، بعيداً عن منطق الاستئثار والفساد والمحاصصات، وطناً لجميع أبنائه، لا يتسلَّط عليه أحد، سواء من الخارج أو الداخل"، مشيراً إلى أننا عندما نواجه الكيان الصهيوني الذي يتربَّص بنا شراً، فإننا لا بدّ من أن نواجهه بتحصين مناعتنا الوطنية، وبالحكمة في المواجهة التي تردعه، وتفوّت عليه الفرصة التي تجعله يحقّق ما يرمي إليه من أهداف عدوانيّة".