تبين أن تحليل دم بسيط يبحث عن تغيرات طرأت على مجموعة من البروتينات تحملها الدماء في مقدوره أن يرصد سرطان الثدي قبل سنتين من تشخيص الإصابة به، بحسب ما قال عدد من الباحثين. اكتشف الخبراء نوعاً من اختبارات الدم يركز على مجموعة تضم ستة بروتينات ربما تبلغ مستويات عالية أو متدنية قبل ما يصل إلى سنتين من تشخيص الإصابة بورم سرطاني في الثدي. وقال الباحثون إن من شأن النتائج التي خلصوا إليها، وقدموها في “المؤتمر الأوروبي الـ13 لسرطان الثدي”، أن “تشكل أساساً لفحوص الدم الخاصة بمن لديهم استعداد وراثي للإصابة بسرطان الثدي أو تاريخ عائلي من هذا المرض”، حرصاً على التشخيص والعلاج المبكرين. دراسة “اختبار سرطان الثدي التجريبي المبكر في المصل” (اختصاراً “تيست بريست” TESTBREAST) تشتمل على ألف و174 امرأة في هولندا عرضة إلى حد كبير لخطر الإصابة بسرطان الثدي، بسبب تاريخهن العائلي أو لأنهن يحملن متحورات جينية مرتبطة بارتفاع خطر الإصابة بسرطان الثدي. وكجزء من الدراسة، المستمرة منذ 10 سنوات، خضعت النساء لفحص منتظم للثدي، فضلاً عن أخذ عينات من دمائهن، استخدم الباحثون تقنية تعرف باسم “مطيافية الكتلة” بغرض تحليل البروتينات التي تحملها عينات الدم. صوفي هاغينارس، من المركز الطبي في “جامعة لايدن” في هولندا، التي تولت تقديم نتائج الدراسة قالت “إن هذه البروتينات ربما تشكل أساساً لإيجاد فحص دم يكشف في مرحلة مبكرة عن سرطان الثدي لدى النساء اللاتي يتهددهن هذا الداء بشكل كبير، و من المهم الإشارة إلى أننا وجدنا تبايناً أكبر في مستويات البروتين في عينات الدم بين النساء، مقارنة مع العينات المأخوذة على فترات مختلفة من المرأة نفسها التي أصيبت بسرطان الثدي”، أضافت هاغينارس. يعتزم الباحثون التحقيق في النتائج التي توصلوا إليها مع مجموعة أكبر من المشاركات كجزء من دراستهم “تيست بريست”. وفق هاغينارس، “إذا أثبتت بحوث إضافية صحة النتائج التي توصلنا إليها، في المستطاع استخدام تحليل الدم هذا كإضافة إلى مجموعة الفحوص المعتمدة حالياً”. لحسن الحظ تبقى “اختبارات الدم إجراء طبياً بسيطاً نسبياً وغير مؤلم جداً بالنسبة إلى معظم الناس، لذا يسعنا الطلب منهم الخضوع لهذه الفحوص كلما دعت الحاجة”، أضافت هاغينارس.