شهد الولايات المتحدة انتشار ثلاثة فيروسات تنفسية هي الإنفلونزا و”كوفيد-19″ والفيروس المخلوي التنفسي، ويضع تفشي هذه الأمراض بشكل متزامن ضغوطاً على المستشفيات، وفق ما أكد خبراء الجمعة الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني). وقال خوسيه روميرو مدير المركز الوطني للتحصين وأمراض الجهاز التنفسي الجمعة “نشك في أن كثيرين من الأطفال يتعرضون الآن لبعض فيروسات الجهاز التنفسي لأول مرة، لأنهم تجنبوها أثناء الوباء”، بفضل الإجراءات التي تم اتخاذها (الكمامات والإغلاق، وغيرهما). لوحظت هذه الظاهرة أيضاً في دول أخرى من بينها فرنسا التي تشهد تفشياً واسعاً لالتهاب القصيبات، والسبب الأكثر شيوعاً لالتهاب القصيبات هو عدوى الفيروس المخلوي التنفسي. يمكن أن تكون الأعراض متشابهة بين الأمراض، وعلى رغم تعافي معظم المرضى في غضون أسبوع أو أسبوعين، فإن الأطفال الصغار وكبار السن معرضون لخطر الإصابة بأعراض شديدة. وأضاف خوسيه روميرو في مؤتمر صحافي إن نظام مراقبة الأعراض الشبيهة بالزكام (الحمى والتهاب الحلق ونحوها) في أقسام الطوارئ والعيادات الخارجية يسجل “نشاطاً مرتفعاً، إننا نشهد أعلى معدل لدخول المستشفيات بسبب الإنفلونزا منذ عقد”، موضحاً أنه تم تسجيل وفاة طفلين حتى الآن. وشدد على أنه إذا عانى الطفل صعوبة في التنفس أو آلاماً في العضلات أو الجفاف (شفاه جافة مثلاً) فمن المهم عرضه على طبيب. يقول الخبراء إنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان فيروس الإنفلونزا المنتشر هذا العام يسبب أعراضاً أكثر خطورة للمرض، لكن موسم المرض بدأ مبكراً. ولا تزال الولايات المتحدة تسجل أسبوعياً أكثر من 270 ألف إصابة بفيروس “كوفيد-19”. بدورها، قالت دون أوكونيل من وزارة الصحة الأميركية إن الضغط على المستشفيات أقوى حالياً في الولايات الشمالية الشرقية وفي ولاية واشنطن شمال غربي البلاد. وذكر المسؤولان الصحيان بوجود لقاحات لاثنين من الفيروسات الثلاثة المعنية، وقال خوسيه روميرو “التطعيم هو أفضل دفاع للوقاية من الإنفلونزا وكوفيد-19”. ومعدلات التطعيم ضد إنفلونزا الأطفال لا تزال أقل من المستويات المسجلة قبل الوباء. ولا يوجد حتى الآن لقاح ضد الفيروس المخلوي التنفسي، لكن مجموعة “فايزر” الأميركية أعلنت هذا الأسبوع عن نتائج إيجابية لتجربة سريرية قد تفضي إلى تطوير لقاح في السنوات المقبلة.