أشارت دراسة جديدة إلى أن بعض الأمراض التي نعاني منها اليوم كالسكري والتهاب المفاصل والتصلب سببها “الطاعون الأسود” الذي ضرب قبل 700 عام. وأظهرت الدراسة أن الطاعون الأسود، الذي اجتاح أوروبا خلال القرون الوسطى، أدى إلى تعزيز الطفرات الجينية التي ساهمت بمحاربة الطاعون ونقلها إلى الأجيال اللاحقة. لكن هذه التغييرات ليست بالضرورة لصالحنا على المدى الطويل أيضا. فعلى الرغم من أن الجينات المعنية منحت مقاومة متزايدة ضد الطاعون، وجد العلماء أن هذه الجينات نفسها اليوم قد ترتبط بزيادة القابلية للإصابة بأمراض المناعة الذاتية، مثل مرض كرون والتهاب المفاصل الروماتويدي. هذا الاكتشاف يوضح أن الأوبئة قد يكون لها آثار غير متوقعة، وأحيانا ضارة على المدى الطويل وتنتشر عبر الأجيال. يذكر أن ما يعرف بـ”الطاعون الأسود” سببه بكتيريا “اليرسينيا” التي انتقلت إلى البشر عن طريق البراغيث لتؤدي إلى مرض يمكن أن يكون قاتلاً في غضون أقل من يوم واحد. وبلغ الطاعون ذروته في منتصف القرن الثالث عشر، ويعتبر أحد أكثر الأحداث تدميرا في تاريخ البشرية، حيث أودى بحياة عشرات إلى مئات الملايين في جميع أنحاء أوروبا وآسيا وأفريقيا.