ستحاول وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، الاثنين 26 سبتمبر (أيلول)، القيام بإنجاز لم تشهد البشرية مثيلاً له من قبل، وهو صدم مركبة فضائية عمداً بكويكب لتحويل مساره، في اختبار رئيسي لقدرة البشرية على منع الأجسام الكونية من تدمير الحياة على الأرض.
وأطلقت المركبة الفضائية “دابل أسترويد ريدايركشن تست” (دارت) من كاليفورنيا في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وهي تقترب بسرعة من هدفها الذي ستضربه بسرعة 23 ألف كيلومتر. أما حجمها فأصغر من حجم سيارة فيما يبلغ قطرها نحو 160 متراً.
وقال المسؤول في قسم الدفاع الكوكبي في “ناسا” ليندلي جونسون، للصحافيين في مؤتمر الخميس، “إنها لحظة مثيرة ليس للوكالة فحسب بل أيضاً لتاريخ الفضاء وتاريخ البشرية”.
وإذا سار كل شيء وفق المخطط، فإن من المتوقع أن يحدث الاصطدام بين المركبة الفضائية والكويكب عند الساعة 19:14 بالتوقيت الشرقي (23:14 بتوقيت غرينتش) ويمكن متابعته عبر البث المباشر لـ”ناسا”.
ومن خلال الاصطدام بـ”ديمورفوس”، تأمل “ناسا” في دفعه إلى مدار أصغر حيث توفر عشر دقائق من الوقت الذي يستغرقه للالتفاف حول “ديديموس” والذي يبلغ حالياً 11 ساعة و55 دقيقة، وهو تغيير سيكتشف بواسطة تلسكوبات أرضية في الأيام التالية.
وهذه التجربة ستجعل ما جُرِّب في السابق فقط في الخيال العلمي خصوصاً في أفلام مثل “أرماغيدن” و”دونت لوك أب”، حقيقة.
ومن أجل ضرب هذا الهدف الصغير، ستتوجه المركبة بشكل مستقل خلال الساعات الأربع الأخيرة من الرحلة، مثل صاروخ موجه ذاتياً.
وستلتقط كاميرتها المسماة “دراكو”، الصور الأولى للكويكب الذي لا يعرف شكله بعد (دائري أو مستطيل…) في اللحظة الأخيرة، بمعدل صورة في الثانية، وسيكون من الممكن رؤيته مباشرة على الأرض مع تأخير حوالى 45 ثانية فقط.
وبعد دقائق، سيمر قمر اصطناعي بحجم علبة أحذية يسمى “LICIACube” وانفصل عن “دارت” قبل أسبوعين، قرب الموقع لالتقاط صور الاصطدام والمواد المقذوفة، من صخور مسحوقة ألقيت بفعل الاصطدام. وسترسل صور “LICIACube” في الأسابيع والأشهر التالية.
كذلك، ستراقب هذا الحدث مجموعة من التلسكوبات، على الأرض وفي الفضاء، من بينها “جيمس ويب”، وقد تكون قادرة على رؤية سحابة غبار مضيئة.
وأخيراً، سيراقب مسبار “هيرا” الأوروبي المقرر إطلاقه عام 2024، “ديمورفوس” عن كثب في عام 2026 لتقويم عواقب الاصطدام وحساب كتلة الكويكب للمرة الأولى.