نجح فريق من الباحثين في بريطانيا في توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بمدى تأثر الإبصار بمرض المياه الزرقاء لدى المصابين بهذا المرض، اعتمادا على تحليل آلاف الصور الخاصة بمرضى آخرين.
واعتمدت الدراسة التي أجراها فريق من الباحثين في مختبر “كراب لاب آت سيتي” الطبي وجامعة لندن على بيانات تخص أكثر من 24 ألف مريض بالمياه الزرقاء، وأشارت نتيجة الدراسة التي نشرت نتائجها في الدورية العلمية “‘طب العيون” إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي يمكنها أن تضطلع بدور في متابعة تطور المياه الزرقاء لدى المرضى، فضلا عن تحسين نتائج التجارب البحثية في هذا المجال.
ويقصد بمرض المياه الزرقاء ارتفاع ضغط العين على نحو قد يؤثر على العصب البصري، وهو يصيب نحو 2% ممن يزيد أعمارهم عن أربعين عاما، و10% ممن تزيد أعمارهم عن 75 عاما، مما يتسبب في ملايين الزيارات للمستشفيات والعيادت والمراكز الطبية كل عام.
وأفاد الموقع الإلكتروني “ميديكال إكسبريس” المتخصص في الأبحاث الطبية أنه تم تغذية منظومة الذكاء الاصطناعي بنوعين من الصور التي تستخدم لتشخيص المياه الزرقاء، الأولى هي صور الأشعة المقطعية البصرية غير الغازية، والثانية هي الأشعة الانعكاسية تحت الحمراء، حيث تستخدم هذه الصور لفحص شبكية المرضى.
وتهدف الدراسة إلى تقييم قدرة منظومة الذكاء الاصطناعي على التنبؤ بمدى تأثر مجال إبصار مرضى المياه الزرقاء دون تدخل من الأطباء أو المتخصصين. وتوصل الفريق البحثي إلى أن المنظومة يمكنها الاستفادة من قاعدة بيانات صورة الأشعة الخاصة بمرضى آخرين في التنبؤ بمدى تأثر إبصار المريض.
ويقول الباحث ديفيد كراب المتخصص في طب العيون بجامعة لندن: “لقد استخدمنا كمية ضخمة من البيانات الطبية لتطوير منظومة ذكاء اصطناعي لتحسين القدرة على التنبؤ بالوظائف البصرية للمرضى، وهذه التقنية الجديدة يمكن أن تعود بالفائدة في مجال تطوير علاجات جديدة لمرض المياه الزرقاء”.