اثنان واربعون يوماً ولا تزال آلة الحرب الاسرائيلية، تفتك بالمدنيبن الفلسطينيين، في قطاع غزّة، في جريمة حرب موصوفة، لم تستطع تحريك ساكن ضمن المؤسسات الدولية والمجتمع الدولي المزعوم، الذي يكتفي ببيانات الشجب، التي تساوي بمعظمها بين الضحّية والجلاد. العدو الصهيوني، الذي فشل في تحقيق أي انجاز ميداني، حتى في مجال تشويه الحقائق، التي سرعان ما انكشف زيفها أمام جبهته الداخلية والرأي العام العالمي، من خلال المشاهد التي بثّها من مستشفى الشفاء الطبّي، لم يجد في بنك اهدافه الا الاستمرار في جرائم الابادة الجماعية، التي خلّفت عشرات الضحايا من الشهداء والجرحى، ليل الخميس الجمعة، في مختلف مناطق قطاع غزّة. الجرائم واستهداف المستشفيات، المتزامن مع تفاقم حدّة الأزمة الإنسانيّة بفعل شح المواد الطبية والمساعدات الغذائية والوقود وانقطاع خدمات الاتصالات والانترنت في قطاع غزة كلياً. استمرار الجرائم.. مزيد من الشهداء والجرحى وفي السياق، استشهد 7 فلسطينيين وأصيب آخرون، جراء استهداف قوات الاحتلال مجموعة مواطنين شرق معبر رفح جنوب شرق مدينة غزة، أمّا في شمال شرقها فقد استشهد 11 مواطناً، وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف مخيم جباليا. وفي مخيم جباليا شمال قطاع، سقط العشرات من الشهداء والجرحى ليلاً، بغارات وقصف مركز على المربعات السكينة، في مشهد متكرر لافراغ المخيم والشمال من ساكنيه، ضمن المخطط الصهيوني للتهجير. أحد عشر شهيدًا تمّ انتشالهم جرّاء استهداف الاحتلال مربعًا سكنيًا كاملًا، مع تواصل عمليات البحث تحت الأنقاض، يضاف اليهم ثلاثة 3 شهداء بقصف بقوات الاحتلال في منطقة الفالوجا بمخيم جباليا. وقصف الاحتلال محيط المستشفى الأندونيسي شمالي القطاع، الذي خرج عن الخدمة بسبب نفاذ الوقود والمعدات الطبّية. مشهد التدمير والقتل، انسحب على حي الشيخ رضوان، حيث افيد عن استشهاد طفلتين على الاقل، في القصف على شارع الجلاء ما يرفع العدد إلى 3 شهداء، مع وجود حالات حرجة من المصابين. الى جنوب القطاع، الذي شهد بدوره مجازر متنقلة ليل الخميس الجمعة، حيث افيد استشهاد 10 مدنيين على الأقل، إثر قصف الاحتلال، الذي استهدف منزلًا بمنطقة القرارة شرقي خانيونس. وتمّ نقل 10 إصابات الى مستشفى ناصر مستشفى ناصر جراء قصف إسرائيلي على بني سهيلا شرقي خانيونس، ودمّر الطيران الحربي الإسرائيلي مبنى بلدية بني سهيلا القديم. كما استشهد ثلاثة اشخاص وأصيب آخرون في قصف مزرعة دواجن شرقي رفح، في أقصى جنوب القطاع، كما افيد عن استشهاد 4 مدنيين بقصف إسرائيلي على مخيم زلاطة شرقي رفح. أمّا وسط القطاع، فقد تعرّض مئذنة المسجد العمري الكبير التاريخي وسط مدينة غزة لقصف مدفعي، في حين افاد الهلال الأحمر، أنّ الدبابات تحاصر المستشفى الأهلي المعمداني قرب ميدان فلسطين (الساحة) وسط مدينة غزة، وأنّ طواقمه تعجز عن الحركة للوصول للجرحى. كل المستشفيات خرجت عن الخدمة ومساء أمس الخميس، خرجت كلّ المستشفيات في مدينة غزة ومنطقة شمال قطاع غزة عن الخدمة، في ظل الظروف الصعبة التي يشهدها مستشفى “المعمداني” في غزة ومستشفى “الإندونيسي” في بيت لاهيا، والحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي على مجمع الشفاء الطبي، وتوغل دبابات الاحتلال في محيط المستشفى الميداني الأردني. وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أنّ الجمعية فقدت الاتصال بشكل كامل مع طواقمها الطبية التي تعمل في المستشفى المعمداني جنوبي مدينة غزة، بعد محاصرته من قبل قوات الاحتلال. انقطاع الاتصالات وانقطعت خدمات الاتصالات في قطاع غزة كلياً بعد منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال الوقود إلى القطاع، وفقاً لما أكّدته الأمم المتحدة والشركتان المشغلتان للاتصالات، في حين حذّرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” من تداعياتٍ “قاتلة”. وفي غضون ذلك، نبّهت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” إلى أنّ “الدمار في غزة وكأن زلزالًا ضربها ولكن من صنع الإنسان وكان من الممكن تجنبه تمامًا”.