وصعد جيش الاحتلال الاسرائيلي من غاراته المدمرة خلال الساعات الماضية، مستهدفاً عشرات المنازل التي دمرها على رؤوس ساكنيها في شتى مدن ومخيمات قطاع غزة، الأمر الذي ينذر بتصاعد سريع لأعداد الضحايا، وسط أزمة غير مسبوقة في القطاع الصحي المتداعي، جراء نقص المواد الأساسية اللازمة، فضلا عن توقف إمدادات الكهرباء بشكل كامل، الأمر الذي يعرض حياة آلاف الجرحى والمرضى للخطر الشديد. وفي تنصل واضح من الأزمة، قال جيش الاحتلال إنه لن يُتيح إدخال الوقود إلى غزة، بالرغم من تنبيه "أونروا" إلى أنها ستضطر إلى التوقف عن العمل في جميع أنحاء قطاع غزة، الأربعاء، إذا لم تتزود بالوقود. كما كرّر الاحتلال دعوته للمدنيين بالنزوح جنوبا. وفي آخر حصيلة، ارتفع عدد الشهداء في غزة إلى 5791، بينهم 2360 طفلا و1292 امرأة، كما ارتفعت حصيلة الإصابات إلى 18000، حسب المكتب الإعلامي بالقطاع المحاصر. ووفقاً للمكتب الإعلامي في غزة، فقد ارتكب جيش الاحتلال 597 مجزرة بحق العائلات الفلسطينية، استشهد فيها 3813، أغلبيتهم نساء وأطفال، وبلغ عدد النازحين نحو مليون و400 ألف مواطن. 4 شهداء بقصف صاروخي إسرائيلي لمخيم جنين وأفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 4 فلسطينيين وإصابة أكثر من 20 جراء قصف صاروخي إسرائيلي على أطراف مخيم جنين، بينما دعت مجموعة "عرين الأسود" إلى إضراب شامل تضامنا مع غزة التي تتعرض منذ أكثر من أسبوعين لغارات إسرائيلية خلفت آلاف الشهداء والجرحى. ووفق مصادر فلسطينية، أطلقت مقاتلة إسرائيلية 4 صواريخ تجاه مجموعة من الشبان عند مقبرة الشهداء بالمخيم مما نتج عنها شهداء وإصابات. وقد نقلت رويترز عن الجيش الإسرائيلي أنه نفذ ضربة بطائرة مسيرة خلال اشتباكات مع مسلحين فلسطينيين في جنين. وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت فجر اليوم مدينة جنين وبلدة بُرقين جنوبي المدينة، ودفعت بتعزيزات نحو حيي الهدف ووادي برقين المتاخمين لمخيم جنين حيث دارت اشتباكات عنيفة بين مقاومين من كتيبة جنين وكتائب شهداء الأقصى وكتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس). وأكدت الفصائل الفلسطينية المقاوِمة -في بيانات منفصلة- تصديها بالرصاص والعبوات الناسفة لقوات الاحتلال، وإيقاع إصابات في صفوف تلك القوات بالإضافة إلى إعطاب عدد من الآليات العسكرية. من جهة أخرى، أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بإصابة شاب جراء اعتداء قوات إسرائيلية عليه خلال عملية اقتحام نفذتها فجر اليوم لمخيم عسكر وحي المساكن والمنطقة الشرقية بمدينة نابلس أدت لوقوع مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال. كما أفادت مصادر محلية قيام قوات الاحتلال باعتقال عدد من الفلسطينيين، ومصادرة مركبة فلسطينية من الحي الشرقي قبل أن تنسحب. واقتحمت قوات الاحتلال أيضا بلدة دورا في الخليل، واعتقلت عددا من الفلسطينيين. ويأتي ذلك كله -وفق المراسل- بالتزامن مع دعوات للنفير العام بالضفة لمواجهة قوات الاحتلال التي تواصل عمليات الاقتحامات للمدن والقرى، وشن حملة اعتقالات متواصلة.
إضراب شامل وتنديدا بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والضفة المحتلة، دعت مجموعة "عرين الأسود" -فجر اليوم- إلى الإضراب العام والشامل. وقالت المجموعة في بيان "لا مجال اليوم للاستخفاف بعقولكم ولا مجال للاستهتار بمشاعر المكلومين، لن يقوى أحد على فصلنا عن أهلنا المذبوحين في غزة ولن تعود الحياة إلى طبيعتها في الضفة إلا أن تعود لغزة أولاً. وأضافت: هنا تدعوكم عرين الأسود واعتبارا من اليوم فنحن في حالة إضراب عام وشامل ومستمر حتى تعود الحياة لغزة بعد النصر بإذن الله. ودعت الجماعة كافة شرائح المجتمع إلى النزول للشوارع في كل مكان والتصدي للقوات الإسرائيلية المقتحمة ليلا لتنفيذ الاعتقالات، والخروج للاشتباك مع قوات الاحتلال ومستوطنيه. وطالبت "عرين الأسود" أصحابَ المحال التجارية بالالتزام التام بالإضراب. بينما تواصل القوات الإسرائيلية إغلاق معظم مداخل المدن والقرى في الضفة المحتلة، وتفصل بعضها عن بعض. كما عززت قوات الاحتلال -منذ اندلاع معركة "طوفان الأقصى"- إجراءاتها العسكرية على كل الحواجز مما أدى لتقسيم الضفة. ويضطر معظم الفلسطينيين إلى اختيار طرق صعبة وخطيرة للدخول والخروج من مدنهم وقراهم بسبب الهجمات التي ينفذها مستوطنون ضدهم. وكان نادي الأسير الفلسطيني قد أشار -في بيان- إلى ارتفاع عدد حالات الاعتقال بالضفة إلى أكثر من 1215 معتقلا منذ بدء "طوفان الأقصى" وإعلان الحرب على غزة، وقد بلغ عدد الاعتقالات منذ مطلع العام الحالي أكثر من 6500 حالة. من جهة أخرى، أعلن الجيش الاسرائيلي أنه اعتقل 800 فلسطيني بالضفة بينهم 500 من كوادر حركة حماس منذ بداية الحرب.